اسم الكتاب: بريد الليل
اسم الكاتبة: هدى بركات
نوع الكتاب: رواية
عدد الصفحات: 129
لم تكن تلك الرسائل في رواية "بريد الليل" سوى اعترافات بجرائم أصحابها، تلك الجرائم التي جرَّهُم إليها واقعهم الأليم جرًّا وظروفهم القاسية غصبًا، تُرى هل سيُغفر لهم؟
أم أنهم سيغفرون لأنفسهم فِعلتهم؟
هل للقتل أو ارتكابِ أي جريمة كانت مبرِّرًا مُقنِعًا ومُقنِعًا؟ أم أنَّ الجريمة تبقى جريمةً مهما كانت الظروف؟
كنتُ أظنها رسائل حبٍّ تحكي أوجاع غيابٍ وتشكو حنينًا لاذِعًا بين عاشِقَينِ اثنين ولكني تفاجأتُ بمزيجٍ من الشخصياتِ الغريبة تمامًا عن بعضها البعض فلا أحد فيها سمع أو عرف شيئًا عن الشخصية الأخرى، وباعتِرافات أكثر من شخصية أو اثنتَين ومُبررات لكل فعلةٍ شنيعةٍ مشوبةً بكلماتِ حبٍّ وشوقٍ وربما عتبٍ مختبئةً ببين السطور.
أحببتُ في الرواية فكرة أن كل كاتب رسالة لا يعلم شيئا عن من سيقرأ رسالته وأن كل شخص قرأ رسالة شخص ألهمته لكتابة أخرى ليقرأها شخص آخر مجهولٍ تماما وكأنها كانت فسحة بوحٍ لِغريب ولكن على ورق!
ما لم أحبذه أبدًا هو الألفاظ الجريئة في بعض المواضع والتي تحرجني كقارئة .
#مياس_وليد_عرفه
اقتباسات أعجبتني...
- من يقعُد في الفراغ يبحث لا إرادِيًّا عن صلةٍ بالمعنى الذي للأغراض..
- صار يؤذيني أن أسمع رجلا يعِدُني بحبه "إلى الأبد"، يُشعرني بالذعر إذ هو لا يترك لي مجالًا لِأن أُغيِّر رأيي، لِأن أتغيَّر، كالحكمِ بالسجن المؤبد.
ماذا لو كففتُ أنا عن حبه إلى الأبد؟
- الشوق يتأتَّى من بعادٍ بين شخصين عاشا وقتًا سعيدًا، زمنًا قاما فيه بأشياء مشتركة، أمضَيا أيامًا كانت مليئةً بهما..
- هكذا تقرر الحياة، هكذا تُرسِل عواصفها ونحن كالريشةِ في الريح..
- أمشي بين فصول كذبه كمن يسير بين نقاطِ الماء والسماء تُمطِر..
- في المربع الأخير من الحياة، ذلك الذي يغدو الموت فيه قريبًا ومُحتَملًا بشدة، لا يعود القلب سوى مضخةٍ للإستعمال المفيد، دمٌ ساخِنٌ يدفُقُ بقوةٍ في الأعضاء من أجل الهرب، لا من أجلِ شيءٍ آخر سوى الهرب!

تعليقات
إرسال تعليق