لحظات الانتظار طويلة، كئيبة وقاتلة
تكاد تقطع روحك قبل أن يمضي الوقت، هذا إن كنتَ ذو حظٍّ سعيدٍ نوعًا ما وحصلت على ما تنتظر.
ولكن أن تنتظر ما لا يعنيك بلا سبب، أو ما يعنيك ولا يحقُّ لك أن تفكر به أصلًا، لأنك وببساطة عاجز عن فعل أي شيء بنظرِ أقربهم إليك، هنا تكمن المشكلة!
تبقى مع أفكارك في حالةٍ من الشد والجذب، المد والجذر، الموافقة والرفض
حالة من اللا تركيز وانعِدامِ التوازنِ بينك وبين نفسِكَ المُتطلِّبة، بين عقلك الذي أقسم ألا يغرق، وقلبك الذي ارتجف عند أول اختبار!
على الرغم من أنَّ احتياجاتِك بسيطةٌ نوعًا ما، إلَّا أنها تُحتسبُ من المستحيلات.
حالة من الضياع والانقسامِ بين ما يريده قلبك، وما يرفضه عقلك!
تمضي الأيام تحاول أن تفعل كلَّ شيءٍ حتى تهرُب، تحاول أن تقسو على نفسك وتُحمِّلها ما لا طاقةَ لها به، تنتهي الأيام والأسابيع،
الشهور ومن ثم السنين لِتجد نفسك واقفا بذات المكان، لم تفعل شيئا سوى أنكَ مُنهك القوى، مُتعب ومنهارٌ، مليءٌ بالخيباتِ والندوب!
تخاف وتبقى واقفا بعد أن عدَّلتَ من هيئتك وأخذتَ نفَسًا عميقًا مُدرِكًا أخيرًا أنَّ قلبك الأبله أنانيٌّ جدًّا!
تُقرِّرُ أن تُقصي سمعك عنه وتُخرِسه، أن تقتُل الأمل فيه وتسجنه خلف قضبان الواقع الأسودِ الذي لا فكاكَ منه إلا بمعجزة!
تئنُّ مع أنَّاته وتختنقُ كلَّ يومٍ مع اختناقاته، تصم سمعك عن صراخه، وتتظاهر بعدم الشعور بخدوشِ الوحدة التي بدأت تغرز أظافرها الوحشية داخله!
تمارسُ الصلابة واللامبالاة وأنت في حقيقتك هالكٌ لا محالة!
تموت شيئا فشيئا، ببطءٍ شديد ويا للعجب، لن يشهد حطامك أحد، لن يلمح ملامحَ وجهكَ المتشربةِ بالألم أحد!
سيقولون: عليك بالصبر على ما يشاهدونه من خرابٍ ظاهر، سيُلقون المواعِظ والمحاضرات التحفيزية أن في الجنة سيكون الحال مختلِفًا، لا مرض ولا ألم ولا تشوه، ولا حتى وحشة!
ستتظاهر بالاهتمام وتقول بقلبٍ مطمئن: لك يا الله وكَّلتُ أمري.
لكن الحرب الطاحنة التي تدور داخلك، روحك المسجونة في اللاشيء ومن أجل اللاشيء، وقلبك الذي بدأ يخفت ويضعف ويتلاشى، من سيهتم بكل ذلك؟
شعورك بأنَّ وحش الوحدة سيغتالك قريبا، قشعريرة جسدك عند ذكره، واضطراب روحك، من سيفكر بها؟
من سيشهدُ تآكل مشاعرك وانمِساحَ وجودها؟
لا أحد إلاك سيدفع ثمن كل شيء، لا أحد إلاك سينتهي عمره وسط اللاشيء، وكأنه لم يعش من العمر شيئا!
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق