القائمة الرئيسية

الصفحات

 

نكذب أحيانا لِنواري سوءاتِ آلامنا خلف أجسادنا المنهكَة المتظاهِرة بالتماسكِ أمام غيرنا، حتى لا يعلمَ أحدٌ بأنه قد تمَّ اغتيالُ فرحتنا وشغفنا بالحياة فقط لأننا صدقنا مرةً، ونِلنا جزاء الصدق حسرةً!

لطالما كان الصدقُ نجاةً كما تعلمنا، ولكن الكذب يُعدُّ سبيلًا للنجاة أحيانا بغض النظر عن أنه فعلٌ سيء لا أخلاقي.

كذِبٌ بهدف الشعور بالأمانِ والقوة يختلف عن آخر يرتدي سواد الشر ويمضي لافتعاله هنا وهناك!

يُقال أنه في ديسمبر تنتهي الأحلام أو هذا ما صرَّحَت به الكاتبة أثير النشمي عن روايتها المُسماة بهذه العبارة، لكن حلمي انتهى قبل أن يبدأ ديسمبر، وقبل أن يبدأ العام الذي سيكون ديسمبر هذا فيه.

أتساءل: هل من الحكمة أن تنتهي حكاياتي دوما قبل أن تبدأ؟

أم أني لم أختر الأبطال الحقيقيين الذين يمتازون بالإستحقاقية لحكايتي؟

ثمة اختيارات نندم عليها بعد أن تكسرنا، ما الفائدة من الندم الآن وقد أصبحنا لقمة سائغة بين أنياب الليل والأرق المليء بالتساؤلاتِ وكلمة "لو"

كم هي قاتلة ال "لو" هذه، إنها الأخطر على الإطلاق بين كل شيء، لأنها تعيد سيناريوهاتٍ أصبحت من الماضي وتنبشُ بين أدقِّ تفاصيلها  لتسمح لنا الآن وبعد أن استحال الرجوع إليها بأن نغير بعض اللقطاتِ الغير مُحبَّبة فيها!

هل سيكفي التغيير بخيالنا فقط؟

طغت الأنانية فينا بمن نحب حدَّ عدم تصديق السهام المسمومة التي كانت تُوجَّه لنا من قِبَلِهم، فصدَّقنا أنها لِصالحنا.

أيُّ نجاةٍ كانت لنا هنا؟

كان ثمة حبيبٌ كالقمرِ طلعته أضفت على الحياةِ نورًا، لحظة استسلامنا لِشُعاعه لم يكن إلا نارًا أحرقت قلوبنا واختفت!

لديسمبر رسالتي هذه

أرجوك عزيزي ديسمبر، كن لي نهاية الندم، وبداية تأخذني نحو الأمل والحياة.

كن لي خاتمةً أختم بها كلَّ ما آلمني، وأنتهي بها من خوفي وترددي وضعفي، كن لي الذكرى التي صدقَت وعدها وفهمَت كِذبتي وفهمتني.


#مياس_وليد_عرفه






تعليقات

التنقل السريع