وهي رواية خفيفة وسهلة تستطيع إنهاءها بجلسة واحدة.
هي رحلة أحداثها حقيقية بين مدن مصر الحبيبة، رحلة مليئة بالألم والحزن على المُنكسِرة قلوبهم من كانت دنياهم شقاءً في شقاء فلم ينالوا منها إلا أبسط ما فيها، ورغم ذلك كانت قلوبهم مليئةً بالرضى بما قدَّره الله لهم من قِسمةٍ لحياتهم.
هي رحلةٌ تحكي قصصهم وتبثُّ مآسيهم وتضحياتهم وكذلك توصِلُ لِلقلبِ فرحاتهم الصغيرة بأبسط ما امتلكوه.
بدأ الكاتب رحلته في محطة قطار الزقازيق عندما صادف امرأةً شوَّهت النيران معالِمها وابتلعت جمالها مُحَوِّلةً إياها إلى شبهِ جسدٍ مُنَفِّرٍ يسعى ويُقاوِم النظرات الموجِعة والهمزاتِ واللمزاتِ من أجل أطفالٍ هم كلُّ ما تملِكُ من هذه الدنيا.
مرورًا بسهرةٍ في ليلةٍ مُرعِدةٍ ماطرةٍ باردة في كوخ العم سيد الذي ضحَّى بحياته كلها من أجل ولده، وانتهى وحيدًا منزوِيًا داخل كوخٍ بعيدٍ عن الأنظار رِفقة نارجيلتِه التي كانت بالنسبة له كل حياته ومصدر حياته.
وانتهت في قرية المرأةِ أمُّ الأطفال الثلاثة.
أثَّرت حكايات الرواية بي إذ أنَّ التمسُّك بمن نحبّ بكل ما نملك من قوة هو ما سيجعلُ الطمأنينة مسكنًا لِقلوبنا، الوحدة قاسية جدًّا!
أكثر ما آلَم قلبي وما يؤلِمه على الدوام، "كيف يعيش طِفلٌ وجد نفسه يتيمًا بين ليلةٍ وضُحاها؟"
الرواية كُتِبَت عام 1991 أي في عام مولِدي، كان شعورًا لطيفًا أن أقرأ أحداثًا منذ ذلك الحين، لأنه يُعدُّ تاريخًا عاشه أصحابه وللأسف أحداثه لم تبقَ في الماضي، إلى الآن نسمع عن عقوق الوالدين، الإدمان، الهِجران، الفقر، الألم، وغيرهم الكثير من السلبيات التي تُخرِّب النفوس وتجعل من مجتمعنا مجتمعًا مريضًا لن يتعافى إلا من خلاصه من تلك الآفات المُنتشرةِ به وبشكلٍ واضح!
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق