القائمة الرئيسية

الصفحات

هل كان على الحكاية أن تكون بهذه القسوة والدموية حتى يبدأ العالم باستدراك الفاجعة؟!

بالانتباه إلى أن هناك في بقعة أرضٍ محاصرةٍ، هي أقرب منها للسجن المُحاط بقضبانٍ شائكةٍ من حقدٍ وكره تتقطَّع أجساد أطفالها وتُلَملَمُ الأجزاء المتناثرة من هنا وهناك وتوضع في أكياسٍ بلاستيكية!

تحملُها أيادي الآباء المفجوعة من هول الحدث!

وتحتضنها أجساد الأمهات المنهارةِ من هول الصدمة والألم!

أن هناك على تلك الأرض لا ساعة هادئة دون أمطارٍ من القنابل والنيران، لا مكان آمن ولا مكان صالحٌ للاختباء حتى!

ظنَّ الشعب المتعب أنَّه في المستشفى قد يحظى بلحظةِ أمان، لكن.. لم يخطر ببال أفراده الذين فاضوا قهرًا وخوفًا وذعرًا أن العدوَّ اللئيم سيُمحي المكان!

بجرحاه، بأطبائه، بمسعِفيه، بأطفاله، بمن طمع بالأمان، بكل ما فيه من دواءٍ وحياة، سينفي المكان!

تتتابع الصور على مواقع التواصل أمام عيني، أبكي قهرًا، أختنق، أنتحب، أيأس!

فأذكر أنَّ بإمكاني فعل شيءٍ ما لأجلهم، ليس كبيرًا لكنه قد يُحدِث شيئًا، أن يوصِل صوتًا، أن يُوضِّح الحقيقة!

بإمكاني الصراخ بصوت الكلمات، بإمكاني الكتابة!

بإمكاني نشر الحقائق!

أعود وأكتبُ ما استطعتُ من كلماتٍ خجولةٍ لن تفعل شيئًا سوى أنها قد تؤثر بمن يستطيع فعل شيءٍ إن وصلت إليهم، على الرغم من أني أحاول جاهدةً لملمة شتاتي وبقايا حروفي وكلماتي، إلا أنِّي لن أستسلِم!

أمسح الدموع رغم أني لازلت أختنق، أمسك هاتفي وأبحث عن كلماتي وما أستطيع نشره وإيصاله.

فهنا طفلٌ يكاد يتجمد من شدة الخوف والهلع حين تم قصف المكان أثناء نومه قائلًا بانكسار: "كنت نايم!" 

ستبقى صورة عينَييه المصدومتين تعاتب كل قادِرٍ على فعل شيءٍ واختار الصمت!

وهنا طفل من الواضح أنه كان جائعًا!

لم تسمح له نيران الحروب أن يتناول قطعة "الكرواسان" التي تلطخت بدمائه لاحقًا وبقي متَشَبِّثًا بها وكأنه يقول أن استشهاده لن يكون النهاية!

هذه الأرض ستعود لأصحابها، سيعيشون ما تبقى من حياتهم عليها، ستكون أرضًا حرَّةً وسيرى الشهداء ذلك من السماء ويبتسمون فخرًا!

يقول أهل غزة الآن وهم وسط كل ذلك الضرب الوحشي: "لا وقت للبكاء" 

وأنا سأقول لي ولكم: لا وقت للبكاء، افعلوا شيئًا ولو كان الدعاء!

لن نستسلم حتى النصر.


#مياس_وليد_عرفه 





تعليقات

التنقل السريع