القائمة الرئيسية

الصفحات


 إلى العزيزة فرح..

أعتذر أشد الاعتذار لتأخري بالرد على رسالتك التي أسعدتني بحجم ما هي حزينة ومؤلمة.

يكمن السر في الكتابة أنه ورغم النسج المليء بالأسى والحزن والكآبة للكلمات، إلا أنها بطريقة أو بأخرى تزرع الأمل في القلوب، 

وترسم ابتسامةً لها بُعدٌ عميقٌ جدا في النفس، وأثرًا قد لا يُمحى من القلب.

وهذا السر برأيي هو المفتاح لكنز الحياة الذي بحوزتنا، نحن المتعبين الذين رفضنا الاستسلام للحياة بمجرد أن سلبت مِنَّا أحلامنا، 

وأفراحنا، وراحتنا، وألواننا الخاصة التي كنا نتباهى بها قبل أن تتحول للسواد!

بدأنا برسم الكلمات وتجميع الحروف والتقاط المعاني، وتصوير الواقع من زاويةٍ خاصة بنا وحدنا.

وهذا ما يميزنا عن الموتى!

فنحن أحياءٌ بالكلمة ولا شيء سواها!

هي النبض لقلوبنا، والدرب الآمن لطريقنا، والجنين الذي يكبر بأحلامنا، وقد يولَد بأي لحظة!

علينا أن نكون جاهزين لتلك الولادة بأن نتسلح بالأمل، وأن نؤمن بأنفسنا وما تستطيع فعله.

أما عن "الحب" فلا تلومي نفسكِ، هي خياراتنا الغير حكيمة، وسوء نواياهم منذ البداية!

لا ذنب لكِ أو لي بكونهم ذئابٌ مُتنكِّرة.

اتركي حكاياتهم تُغلَقُ كما انتهت، بصمتٍ، وبلا أملٍ لأن تُفتَح لهم الأبواب مجدَّدًا!

سندفنهم في مقبرة الذكريات المنسية، سيتحللون للرماد والغبار!

وسنُكمل الحياة من بعدهم، سيبعث الله لأرواحنا الحياة من جديد، سنجد ألواننا من جديد، وسنرسم طرقنا نحو أمل جديد 

وسنتمسك بأحلامٍ وليدة حاضرنا، لنعيش!

نحن نستحق العيش، وما من حقِّ أحدٍ سلبنا حقنا مِنا عُنوة أو بإرادتنا.

أمسكي بالكلمات دومًا فهي ستخرجكِ نحو الحياة.

أما عن سؤالك الأخير فسأقول لكِ أنَّ نطلب منه السلام والطمأنينة، والهداية لطريق الحياة بما يرضاه ويملأ قلوبنا بالبهجة والفرح.

كل مودتي ومحبتي لكِ صديقتي الصغيرة..

كوني بخير..

دعواتي لكِ بالسلام.


مياس وليد






مدونتي

تعليقات

التنقل السريع