القائمة الرئيسية

الصفحات

التنقل السريع

     أحب دمشق..

    تلك المدينة الآخذة مني الروح، حين تركتها تركتُ روحي فيها وعشتُ سنين غربتي جسدًا ضعيفًا خاويًا بلا حياة!

    لم يكن لأيِّ شيءٍ معنى بالنسبة لي، فحياةٌ خارج الوطن لم تكن حياةً.

    لطالما ناجَيتُها بحروفي وأخبرتها بأني أتوق ليومٍ واحِدٍ فقط بين جنباتها، بين حاراتها وناسِها، تحت شمسها وفي ظلمة ليلها،

    في أسواقها ومطاعمها ومعالمها، إلى كلها!

    كان تَوقًا ممزوجًا بالحرقة، كان حلمًا مستحيلًا غافيًا في صدري كئيبًا لا قدرة له على المقاومة.

    أمضيت سنين الغربة وحيدةً بين الجميع، أشعر بأن لا مكان لي يخصني، لا مكان لي أقول عنه وبصوتٍ عالٍ مِلؤه الثقة: "هنا مكاني!"

    كنت بحاجةٍ لِوطن أنتمي إليه فيحتضِنني بكل حبٍّ دون أن يبحث داخلي عما يُخيفه، وما يُخيف المُستبِدّ أكثر من فكرة، كلمة، حلم بسيط

    من أربع حروف؟

    كنتُ بحاجةٍ لأن لا أخاف، لا أقلق، ولا أُلاحق بنظراتِ تهديدٍ من كل مكان!

    كنتُ ولن أتخلى عن كتابة ما أشعر به مهما كان، ولهذا تحملتُ شتاء غربةٍ قاسٍ حولني لِفتاةٍ باردة القلب والمشاعر، تملك من اللامبالاة 

    من أن تفشل بأي شيءٍ تفعله بحجم ما خسِرت حين قُرِّرَ أنها ستترك الوطن من عام 2013م.

    اثني عشرة عامًا وقبلها عامٌ كان الأبشع في الوطن مضت دون شيءٍ سوى الكثير من الحزن والقلق والكثير من الحرقة والاختناق!

    مضَت ولم يتغير بها شيءٌ من مسارات حياتي، سوى أنَّ جسدي صار أضعف!

    دمشق، تلك المدينة التي بنيتُ فيها أحلاما كثيرة لم يتحقق أيٌّ منها، فذلك النظام الظالم سرق حتى الأحلام من شعبِه!

    دمشق، تلك المدينة التي وأخيرًا تزينت بأخضرٍ أعاد لأهلها أرواحهم وأحلامهم وآمالهم وأفراحهم التي كانت قد صارت منسية! 

    تلك المدينة التي جعلت القلب يرفرف شوقًا لعودةٍ قريبةٍ وآمالٍ مشرقة.

    عزيزتي دمشق الحبيبة..

    انتظريني فإني عائدةٌ لألقاكِ.

    #مياس_وليد_عرفه

    اقرا ايضاواجِه حزنك
    اقرا ايضامن أنت؟


    تعليقات