القائمة الرئيسية

الصفحات

اختفى صوت الجلاد وتلاشى في العدم 

تعالى صوت الفرح أخيرًا، تغنى الشعب الذي كان قبل أسبوعٍ واحدٍ من الآن  مجرد شعبٍ "بائس!"

هتفت الجموع بأعلى صوتٍ تستطيع وبكلِّ ما أُوتيَت من قوةٍ بأن سوريا لنا جميعًا وليست لبيت الأسد!

صرخوا  بها هكذا بلا تجرُّدٍ أو اختصارٍ أو خوف، ولو  همسها أحدهم قبل أسبوعٍ واحدٍ فقط  لكان الآن مخفِيًّا

في غياهبِ السجون، ولِنقل بأنها كانت مسالخُ تعذيبٍ وتشنيعٍ وقتلٍ متنوعِ الأشكال لهدف المتعة!

المتعة هي كل ما يشعر  بها سجانو مسالخ الأسد أثناء تعذيب المعتقلين!

ولهذا لن نسأل عما كان شعوره حين كان يعذب؟!

هؤلاء كانوا وحوشًا مازوخية تتقن بكل دقةٍ عملها الشنيع، بلا ضميرٍ أو رحمةٍ أو رأفة إذ لا وجود لتلك الكلمات الثلاثة في قاموسهم الإنساني لأنهم وبكل بساطةٍ ليسوا بشرًا ولا علاقة لهم بالإنسانية!

هربت أصوات الوحوشِ واختفت تاركةً خلفها كارثةً كبيرة، سجونٌ ملآ بالمعتقلينَ الذين أُخرِجَ بعضهُم لا زال محتفِظًا بعقله بعد سنين طويلةٍ من التعذيب والتنكيل، والبعض الآخر  خرج جسدًا مرتعشًا خائفًا بلا عقلٍ أو ذاكِرة!

والكثير ممن لم يخرج حتى الآن من سجونٍ سريةٍ لم يُعرَف لها طريقٌ أو باب!

أُخرِج بعضهم جُثثًا لا زالت تحتفظ بملامح أصحابها، وأخرى مشوهة الملامح أو أجزاءً مقطعةً لا تُعرَف لمن!

والكثير منها لم تخرج إذ تم كبسُها بآلةٍ أقل ما يُقال عنها بأنها الأكثر رعبًا بين كل ما تم الكشف عنه في سجن صيدنايا سيء السمعة خاصَّةً!

أو تم حرق بقاياها بصبِّ الأسيد عليها حتى يُمحى عنها الأثر!

اختفى صوت الجلاد أخيرًا وبقي صوتٌ آخر  يعلو مع كل يومٍ يتم فيه الكشف عن جرائم جديدة لذاك النظام المجرم..

لا تسامُح مع من قتل وعذَّب وأخفى الحقائق وانتهك الحرمات وسفك الدماء  واعتدى على الأعراضِ وسرق الأمن من قلوب السوريين جميعًا.

لا تسامُح مع من هجَّر وشرَّد الآلاف من السوريين الأحرار.

لا تسامُح مع من سرق حياة المعتقلين وأذاقهم المر وأقسى أنواع العذابات في معتقلاتهم، لا تسامُح مع من سرق براءة الأطفال وحرمهم الأمان والاطمئنان والحنان وزرع الرعب في قلوبهم الصغيرة داخل السجون وخارجها..

على جميع المتورطين دفع الثمن غاليًا، وعلى سوريا الحرة العظيمة أن تحتضن شعبها بكل حبٍّ 

وعلى كل سوريٍّ حرٍّ أن يعمل جاهدا لبناء سوريا التي لا يليق بها إلا أن تكون في القِمم.

#مياس_وليد_عرفه


تعليقات

التنقل السريع